تم تكييف نموذج Llama 13B ليصبح أداة استخبارات عسكرية صينية تُعرف باسم “ChatBIT”. وقد أدانت شركة Meta استخدام نموذج Llama لأغراض عسكرية.
بقلم: كيت إروين – 1 نوفمبر 2024
أفادت ثلاثة أبحاث اطّلعت عليها وكالة رويترز أن الصين استخدمت نموذج Llama للذكاء الاصطناعي المتاح لتطوير أداة خاصة بها قد تُستخدم في جيشها.
وكانت مؤسستان مرتبطتان بالجيش الصيني قد شاركتا في الأبحاث لتطوير “ChatBIT”، المبني على نموذج Llama 13B، حيث استُخدم الذكاء الاصطناعي لجمع ومعالجة بيانات الاستخبارات العسكرية. وقد يُستخدم مستقبلاً في أغراض التدريب أو التحليل داخل الجيش.
لكن يُعتقد أن ChatBIT تم تدريبه على نحو 100,000 سجل عسكري فقط، وهو عدد صغير جداً من البيانات بالنسبة لنموذج ذكاء اصطناعي، ما يعني أنه قد لا يمتلك القدرات التي توحي بها الأبحاث، وفقاً لما قالته نائبة رئيس قسم أبحاث الذكاء الاصطناعي في Meta وأستاذة جامعة ماكغيل “جويل بينو” لرويترز.
تنص قواعد Meta على حظر استخدام نماذج Llama في “الأغراض العسكرية أو الحربية أو الصناعات النووية أو التجسس”، إلا أن تطبيق هذه القيود يصبح صعباً إذا أُعيدت مشاركة النموذج واستُخدم خارج الولايات المتحدة.
وأكدت Meta أنها اتخذت خطوات لمنع إساءة استخدام نماذجها، وقالت في بيان إن “أي استخدام لنماذجنا من قبل جيش التحرير الشعبي الصيني غير مُصرّح به ويتعارض مع سياسة الاستخدام المقبول لدينا”. وكانت Meta قد طرحت نموذجها 13B في فبراير من العام الماضي، لكنها أوضحت حينها أنه سيكون متاحاً للباحثين فقط. وما يزال من غير الواضح ما إذا كان الباحثون الصينيون قد حصلوا على النموذج بشكل مباشر، أم عبر وسائل أخرى.
وأشارت Meta إلى أن نموذج Llama المعني لم يعد ذا صلة، واعتبرته “قديماً” مقارنة بأبحاث الذكاء الاصطناعي في الصين، حيث تعمل البلاد على تطوير نماذج أكثر تقدماً قد تتجاوز حتى تلك التي طُورت في الولايات المتحدة.
وللأسف، جرى بالفعل إساءة استخدام أدوات ونماذج الذكاء الاصطناعي في مجموعة واسعة من المجالات. إذ تُعد التزييفات العميقة السياسية الاستخدام الخبيث الأبرز للذكاء الاصطناعي حالياً. فقد استُخدمت مولدات الصور والفيديو المدعومة بالذكاء الاصطناعي في حملات تضليل سياسية، كما استُخدم الصوت الاصطناعي لإثناء الناخبين الأميركيين عن التوجه إلى صناديق الاقتراع. إضافة إلى ذلك، تم نشر روبوتات مدعومة بالذكاء الاصطناعي من قبل روسيا وإسرائيل وإيران على منصات التواصل الاجتماعي للتأثير على الانتخابات أو توجيه الرأي العام في قضايا السياسة العالمية.
كما أن هناك تنافساً تقنياً مستمراً بين الصين والولايات المتحدة. فقد فرضت الدولتان عقوبات متبادلة على التقنيات، بدءاً من الرقائق وصولاً إلى الطائرات المسيّرة. وتعمل الصين على تطوير رقائق ذكاء اصطناعي متقدمة خاصة بها، بل وحتى منافس لمشروع Neuralink. في المقابل، ضخت الولايات المتحدة مليارات الدولارات في صناعة أشباه الموصلات المحلية منذ عام 2022، وتسعى لمنع الصين من الوصول إلى أحدث الرقائق وتقنيات الذكاء الاصطناعي في العالم. لكن الشركات والمؤسسات الصينية وجدت العديد من الثغرات للحصول على رقائق متقدمة على مدى سنوات.
وقد جادل بعض خبراء السياسات بأن الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر مهم للابتكار المفتوح والمساواة، وأنه ليس أقل أماناً من النماذج المغلقة. لكن إتاحة الذكاء الاصطناعي أو جعله مفتوح المصدر يعني في النهاية أن أي طرف يمكنه استخدامه — بما في ذلك الصين.
المصدر: PCMag